إطلاق نار وتوتر عسكري على الحدود الجزائرية-الموريتانية بعد توغل في منطقة “البريكة” المغلقة

أربعاء, 18/06/2025 - 18:32

شهدت الحدود بين الجزائر وموريتانيا خلال الساعات الماضية توتراً عسكرياً خطيراً عقب توغل عناصر من الجيش الجزائري داخل منطقة “البريكة” الحدودية، التي سبق لموريتانيا إعلانها منطقة عسكرية مغلقة. وأفادت مصادر متطابقة أن هذا التوغل جاء في سياق مطاردة عناصر من مخيمات تندوف، كانوا يحاولون الفرار نحو الأراضي الموريتانية، حيث استخدم الجيش الجزائري الرصاص الحي ضدهم وصادر ممتلكاتهم.

وبحسب بعض الإفادات، تعرض عدد من الفارين لسوء المعاملة، بينما تمكن آخرون من النجاة والفرار إلى عمق الأراضي الموريتانية. ولم يتأخر تدخل الجيش الموريتاني، الذي رد بإطلاق طلقات نارية تحذيرية أجبرت القوات الجزائرية على التراجع إلى مواقعها الأصلية، عقب تواصل سريع بين قيادتي الجيشين.

تأتي هذه الحادثة في ظل توترات إقليمية متصاعدة، وبعد أن قامت موريتانيا قبل أسابيع بطرد عناصر من جبهة البوليساريو من منطقة “البريكة”، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيداً على سيادة موريتانيا ورفضها لأي وجود غير شرعي على أراضيها.

ويرى محللون أن التحرك الجزائري قد يكون محاولة لاختبار موقف موريتانيا من النشاط العسكري الجزائري في المنطقة، أو ربما امتداداً لملاحقات اعتيادية لعناصر من مخيمات تندوف انتهت بتجاوز غير محسوب للحدود الدولية.

وفي ظل غياب أي تعليق رسمي من الجانبين حتى الآن، تظل هذه الحادثة مرشحة لتأجيج التوتر في منطقة شديدة الحساسية، حيث تتداخل التوازنات العسكرية والسياسية بين أطراف الصراع في الصحراء والساحل.

تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا كانت قد أغلقت منطقة “البريكة” الحدودية مع الجزائر، معلنة إياها منطقة عسكرية مغلقة، في إطار جهودها لضبط الأمن ومكافحة التهريب، كما طردت ميليشيات البوليساريو من المنطقة في سياق تعزيز سيادتها على الحدود. وتعد “البريكة” نقطة عبور استراتيجية بين الجزائر وموريتانيا، وتستخدمها شبكات التهريب وأحياناً عناصر مسلحة، ما يجعلها بؤرة توتر مستمرة في المنطقة.

وتعكس هذه التطورات تصاعد التوترات الأمنية بين البلدين، وسط دعوات من مختلف الأطراف إلى ضبط النفس والحوار لتفادي تصعيد قد يهدد الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء