
تستقبل موريتانيا هذه الأيام ضيفًا مميزًا، وصديقًا عزيزًا، هو السيد يورغن ف. شميت (Jürgen W. Schmidt)، القادم إليها بعد حلم طويل وانتظار دام سنوات، بدافع الشغف، والاحترام العميق لثقافة الصحراء والإنسان الموريتاني.
السيد يورغن شميت ليس سائحًا عاديًا، بل هو شخصية محترمة ومعروفة في ألمانيا في مجالي الإدارة وإدارة الأعمال، وله مسيرة مهنية طويلة، كما أنه كاتب في مجلات متخصصة في السفر والإدارة. وإلى جانب ذلك، يُعد من الرحالة المخضرمين الذين جابوا مناطق وعرة من العالم بسيارتهم الخاصة، من صحاري إفريقيا، مرورًا بروسيا، وصولًا إلى منغوليا، بل وحتى مناطق قريبة من القطب الشمالي.
قبل ثماني سنوات، تحدثنا معًا لأول مرة عن موريتانيا. كان يحلم بزيارتها، متأثرًا بتجربة صديق له سبق أن زارها، وبما تمثله هذه البلاد من عمق تاريخي، وأصالة ثقافية، وطبيعة صحراوية فريدة.
في العام الماضي، وصل في رحلته البرية إلى المغرب والجزائر، وكانت موريتانيا قريبة جدًا، لكن الظروف التقنية لسيارته حالت دون إتمام الرحلة. لم يستسلم، بل عاد، وطوّر محرك السيارة، واستعد جيدًا، واليوم تحقق الحلم أخيرًا.
السيد يورغن يدخل موريتانيا بتأشيرة 90 يومًا له ولمرافقه، ويخططان لقضاء وقت طويل في آدرار، عين الصحراء، وادان، والمناطق الجبلية الوعرة، حيث الطبيعة البكر، والهدوء، والتاريخ العميق. هذه الرحلة ليست سباقًا مع الزمن، بل تجربة إنسانية وثقافية عميقة، يهدف من خلالها إلى التعرف على البلاد وسكانها، ونقل صورة صادقة وإيجابية عنها إلى جمهوره في أوروبا.
ومن هذا المنطلق، أود أن ألفت عناية الإخوة في السلطات المحلية والإدارية، وكذا عموم المواطنين، إلى أهمية تسهيل مهمة هذا الضيف واحترام خصوصية رحلته، بما يعكس القيم الحقيقية للمجتمع الموريتاني: الكرم، وحسن الضيافة، والاحترام. فالصورة التي يحملها معه، ويكتب عنها، ويتحدث بها، هي صورة عن موريتانيا كلها.
نحن على ثقة بأن بلادنا، برجالها ونسائها، وبأخلاقها الأصيلة، ستكون عند حسن الظن، وأن السيد يورغن شميت سيغادرها وهو يحمل في قلبه محبة كبيرة، وذكريات جميلة، ورسالة إيجابية عن وطننا إلى العالم.
مرحبًا بك في موريتانيا،
وأهلًا بك ضيفًا عزيزًا بين أهلك.
بقلم: عبّاد ولد الشيخ المصطفي الشيخ -
القنصل الشرفي لموريتانيا في هامبورغ ألمانيا










(3).jpg)
.jpg)
.png)
.png)
.png)
.png)
.png)