مهرجان مدائن التراث في وادان: تظاهرة ثقافية ووجهة سياحية

جمعة, 19/12/2025 - 10:16

ليس مهرجان مدائن التراث في وادان حدثا احتفاليا عابرا، لكنه موعد متجدد تستعيد فيه المدينة حضورها، وتفتح أبوابها أمام الزائرين من داخل البلاد وخارجها.

وفي بعده السياحي، يشكّل المهرجان فرصة حقيقية لاكتشاف وادان كمدينة تراث عالمي، حيث يجد الزائر نفسه في فضاء تاريخي مفتوح.

وفي هذا السياق، وفي تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أكدت مديرة السياحة، السيدة مريم بنت البشير، أن مهرجان مدائن التراث أصبح رافعة حقيقية للترويج السياحي لمدينة وادان، لما يسلّط عليه من الضوء الإعلامي والثقافي، وطنيا ودوليا، مشيرة إلى أنه قد أسهم في زيادة عدد الزوار، وتعريفهم بالمخزون الحضاري والمعماري الفريد للمدينة، المصنّفة ضمن التراث الإنساني.

وأوضحت أن ما يميّز هذه النسخة على وجه الخصوص هو تنوّع الأنشطة الثقافية والسياحية المصاحبة، وتحسين مستوى التنظيم، إضافة إلى حضور أوسع للفاعلين في مجالي السياحة والإعلام، مما عزّز صورة وادان كوجهة سياحية ذات قيمة تاريخية وثقافية عالية.

وفي ما يتعلّق باستدامة الأثر السياحي للمهرجان، أبرزت مديرة السياحة أن دور القطاع السياحي يتمثل في استثمار الزخم الذي يخلقه المهرجان عبر وضع برامج ترويجية مستدامة، وتشجيع السياحة الثقافية والبيئية، ودعم المبادرات المحلية المرتبطة بالإيواء التقليدي، والإرشاد السياحي، والصناعات التقليدية، مؤكدة على أن القطاع يعمل على ربط المهرجان باستراتيجيات أوسع تهدف إلى جعل وادان محطة دائمة على الخارطة السياحية، من خلال تحسين الخدمات، وبناء شراكات مع الفاعلين الخواص، وتعزيز التكوين في مجالات السياحة والتراث لصالح السكان المحليين.

وفي حديثها عن التحديات، أشارت بنت البشير إلى أن من أبرزها محدودية البنى التحتية السياحية، خاصة في مجالات الإيواء والنقل، إضافة إلى الحاجة لمزيد من الترويج الخارجي المنظّم، وضمان استمرارية الأنشطة بعد انتهاء المهرجان.

وختمت مديرة السياحة بأنه يمكن تجاوز هذه التحديات عبر تعزيز الاستثمار في البنى التحتية، وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب دعم التكوين والتأهيل، واعتماد رؤية شمولية تجعل من المهرجان منطلقاً لتنمية سياحية متواصلة، لا مجرد حدث موسمي.

محمدن إسلم المختار