
فت السفارة الأمريكية في ليبيا، صباح الأحد، ما تردد بشأن وجود خطة تتبناها واشنطن لتهجير نحو مليون فلسطيني إلى ليبيا، وذلك بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة التي تضرب عدة مناطق في العاصمة الليبية طرابلس، والتي اندلعت منتصف ليل الثلاثاء الماضي، وأدت إلى مقتل عبد الغني الككلي المعروف بـ " غنيوة الككلي"، رئيس جهاز دعم الاستقرار.
وفي إطار تلك الأحداث، يرى مراقبون أن تزامن الحديث عن خطة أمريكية مزعومة لتهجير الفلسطينيين إلى ليبيا مع تصاعد الاشتباكات المسلحة في طرابلس يثير تساؤلات حول ما إذا كانت حالة الفوضى في بعض الدول العربية تُوظف لتمرير مثل هذه المخططات، بما يخدم أجندات تتعلق بتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وإعادة توطينهم في بؤر نزاع تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وسياسية.
يد إسرائيل الخفية وراء الفوضى بالمنطقة
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن نفي واشنطن ما تردد بشأن وجود خطة أمريكية لتهجير الفلسطينيين إلى ليبيا لا يعني بالضرورة انتفاء فكرة التهجير نفسها، لافتًا إلى أن هناك مؤشرات عديدة تكشف عن رغبة إسرائيلية واضحة في دفع الفلسطينيين نحو التهجير، سواء كان ذلك برغبتهم أو بالإجبار
وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ"مصراوي"، إلى أن أي حالة من الفوضى أو الاضطراب في المنطقة العربية غالبًا ما تكون لإسرائيل يد فيها، مرجحًا أن تكون لها علاقة بالاشتباكات الأخيرة في ليبيا، تمامًا كما كانت متورطة سابقًا في زعزعة الأوضاع في السودان وسوريا.
وأضاف "الرقب"، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن اعتباره بعيدًا عما يحدث في ليبيا، خاصة في ظل تزامن هذه الأحداث مع ما يُثار من حديث حول خطة أمريكية لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن نفي السفارة الأمريكية في طرابلس لا يُلغي احتمالية وجود رغبة أمريكية مستمرة لتنفيذ هذا المخطط.
خلق حالة من الفوضى لتنفيذ المخطط
وتوقع الرقب، أن تكون الاشتباكات المتصاعدة في ليبيا تهدف إلى خلق حالة من الفوضى بين الفصائل، على أن يتم لاحقًا ترتيب الأوضاع لدعم حكومة موالية يمكن من خلالها تمرير خطة التهجير.