كيف يتعايش الموريتانيون في المهجر مع "كورونا"..سليمان محمد ديدي

ثلاثاء, 21/04/2020 - 09:35

عمدت "المشاهد" الى انشاء زاوية خاصة بموريتاني المهجر، يتحدثون من خلالالها عن تجاربهم ويومياتهم مع الظروف المصاحبة لجائحة كورونا.

وفي الحلقة الثالثة من هذه الزاوية، نستضيف لكم الاعلامي سليمان محمد ديدي من فرنسا.

أولا اشكر صحيفة المشاهد على هذه اللفتة الكريمة والفريدة.. يومياتنا مع وباء كورونا صعبة جدا خصوصا على المستوى النفسي..

في البداية تحدث الإعلام المحلي عن ظهور حالات قليلة جدا في مدن فرنسية لا يتعدى عددها أصابع اليد الخمسة، وشفي أصحابها، مما جعل الطمأنينة تسلل إلى قلوبنا، لكن مع حلول شهر مارس ظهرت أولى الحالات في منطقة باريس وضواحيها وبالتحديد في المنطقة التي أقيم فيها، مما سبب لي ذعرا غير مسبوق، حاولت اخفائه في البداية، وطلبت من حرمي أن لا ترسل صغيرتي ذلك الأسبوع إلى المدرسة، فالوباء بدأ انتشاره في المنطقة بوتيرة متسارعة، وفي نفس الأسبوع أعلنت الحكومة عن إجراءات الحجر المنزلي..، والذي استثني منه عمال بعض القطاعات الحيوية المرتبطة بحياة المواطن اليومية..

منذ الحادي عشر من مارس لم يخرج أي من أفراد العائلة من المنزل، أما أنا فأخرج بشكل يومي مواصلا عملي الذي يبعد مني حوالي 40كلم، استغل له في الغالب وسائل النقل العمومي، التي يوجب عليك اقتناء كل اللوازم لحماية نفسك من الفيروس الخفي، ك(الكمامات، والقفازات، ومطهر اليدين).

أصعب اللحظات اليومية هي اللحظة التي اصل فيها باب المنزل عائدا من العمل، أفكر في أهل بيتي عائلتي خوفا من نقل العدوى لهم دون علم. أخضع نفسي لتعقيم شامل لملابسي احذيتي، كل متعلقاتي من هاتف ومفاتيح..

كورونا كذلك قطع الوصل بيني وبعض أفراد الجالية الذين كنت التقي بهم كلما سمحت الفرصة.

كما أصبح عائقا أمام إرسال بعض الأدوية الضرورية لمرضانا في الوطن..

أشعر ببعض الراحة النفسية  كلما اتصل بي أحد موظفي سفارتنا في باريس للسؤال والاطمئنان على احوالنا، فالقائم بالأعمال جزاه الله خيرا يتصل بي كل أسبوع..

لم أعد اتحمل متابعة الاخبار، فكلها عن عدد الوفيات، من توفي في المستشفى ومن توفي في دور العجزة، ومن توفي في بيته..

حزنت كثيرا حين علمت بأن عددا من أفراد الجالية توفوا بسبب الوباء..

قلق على الوطن من هذا الوباء، ولحال معظم جالياتنا العالقين في الخارج، وخاصة الطلبة والمتدربين، أتابع أخبارهم عبر وسائل الإعلام، واتمنى على الدولة ان تراعي حالتهم وحاجتهم للعناية، إما بالسماح لهم بالدخول، وإخضاعهم للحجر الصحي، أو تتكفل بهم سفارتنا، حتى يزول الوباء..

أتمنى للجميع السلامة والعافية..